يوم 28 سبتمبر 2010
المصرى اليوم
حسب تصريح للوزير حبيب العادلى، فإن الذى سرق لوحة زهرة الخشخاش، هو موظف متحف محمد محمود.. يعرف الكاميرات المعطلة، ويعرف الحركة داخل المتحف، ويختار التوقيت المناسب.. وتصريح وزير الداخلية يعتمد على حقيقة قديمة، وهى «حاميها حراميها».. ومن هنا فسارق اللوحة هو الموظف، كما أن مزور الانتخابات هو الحزب الوطنى، وإن أقام المجمعات الانتخابية، لترسيخ فكرة الديمقراطية!
ولا قيمة للجولات المكوكية، التى يقوم بها أحمد عز، مستخدماً طائرته الخاصة، كما يقولون.. ولا قيمة لمروره على 20 محافظة حتى الآن، تمهيداً لإجراء الانتخابات فى المجمعات.. ولا قيمة لهذه المجمعات إذا كان الوزراء المرشحون، قد فازوا بالتزكية، دون منافسة.. ولا قيمة لها أيضاً إذا كانت هناك بروفة، قبل التصويت النهائى، لأن البروفة تعنى بداية العبث، ومعرفة اتجاهات التصويت، للتدخل المبكر!
الشبهات تحوم حول هذه المجمعات، فهناك شراء أصوات، وتربيطات وانشقاقات.. دفعت الحزب الوطنى لتأجيل إعلان النتيجة النهائية، حتى اللحظة الأخيرة لغلق باب الترشيح.. بهدف الخلاص نهائياً من المستبعدين، وهو ما قد يهدد بحرب شوارع وطنى - وطنى.. فى حال تمت تصفية الحسابات، وهو أمر وارد بلا شك.. وأتوقع أن تكون حروب المستبعدين فى مواجهة الحزب، لصالح المعارضة!
نعود لنؤكد مرة أخرى، أن سارق زهرة الخشخاش موظف المتحف، حسب تصريح «العادلى»، كما أن سارق الفرحة، واللاعب فى المجمعات هو أحمد عز.. فقد تكون هناك نية لتصفية كبيرة، وسط الجيل القديم للحزب الوطنى، فيما يسميه البعض، توجيه للمجمعات اللانتخابية، بحجة انتخاب مرشحين، يتمتعون بحسن السمعة والشرف.. بينما الحقيقة أنها عملية انتقاء مدبرة، لنواب برلمان الرئاسة!
نفهم من هذا أننا إزاء عملية تعيين رسمية، للنواب فى أخطر برلمان تشهده البلاد، يطلقون عليه برلمان التوريث.. وبالتالى فإن المرشح الذى يجتاز المجمعات الانتخابية، سيعتبر نفسه نائباً إلى حد كبير، لتصبح العملية الانتخابية شكلية، أكثر منها انتخابات بالمعنى الصحيح.. ولم يكن غريباً أن تصبح المجمعات هى الانتخابات.. معارك وشد وجذب وانشقاقات وتهديدات.. ورشاوى أيضاً!
التفسير أن جولات أحمد عز المكوكية، ليس هدفها الاطمئنان على ديمقراطية المجمعات، وإنما هدفها معرفة اتجاهات الريح.. خشية حدوث انقسامات أو استقالات جماعية، للذين وقعوا على بياض، وتبرعوا أيضاً.. وهو شيء قد يؤدى إلى حالة من حرب الشوارع، بين مرشحى الوطنى والمستبعدين، كما أشرت.. ويبقى دور أحمد عز، فى الاستعداد لامتصاص هذا الغضب، قبل اندلاع شرارته!
المعنى أننا بصدد ألاعيب، تكشف حالة من الرعب والقلق والارتباك.. بعضها داخلى، وبعضها الآخر مرتبط بمرشحى الوفد والإخوان، فتحدث الوطنى مرة عن المجمعات، ومرة أخرى عن استطلاعات الرأى، وثالثة عن شروط الاختيار.. لدرجة أنك قد لا تفهم شيئاً بالمرة.. فالهدف هو ضرب الخصوم والتصفية، وكان السبيل إلى ذلك بروفة المجمعات.. رغم أن هناك دوائر للكبار، قد حسمت أمرها، بعيداً عن مجمعات عز!
باختصار، يستطيع مكتب إرشاد الجماعة، أن يستبعد مرشحاً مثل جمال حشمت، وهو من هو، أو يخلى الدائرة أمام مرشح مثل الدكتور أحمد جويلى.. لكن لا يستطيع أحمد عز، أن يعلن قبل ساعة من غلق باب الترشح، عن نتيجة المجمعات.. لا لشيء إلا لأن بركان الغضب، قد ينفجر فجأة داخل الحزب الوطنى، لسبب واحد، وهو أنه لا يعتمد على عقيدة سياسية حقيقية.. ولكنه يعتمد على المصلحة وحدها!